بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
- فَقْدُ الاْحِبَّةِ غُرْبَةٌ
بالأمس سَرحَت العقول وهامَت الأنفس وحَلقَت الأرواح واتجَهت الأنظار إلى ما تم طرحه من حديث شجي معطر بعطر تراب الوطن الذي يجمع الأحبة على حب الله والسعي فيما فيه رضاه وتطرقتُ فيه إلى تحسر من أُرغم على ترك وطنه لسبب من الأسباب والحرقة التي تكوي قلبه حينما يعيش الذكريات الجميلة والتي كان يلتقي فيها بأحبته من أهلٍ وأقاربٍ وأصدقاءٍ والأماني التي تراوده في اليقظة والمنام بالعودة إلى ذلك الوطن العزيز ليسعد بلم شمله مع من كان لهم الفضل في تربيته وتعليمه ومن استمع بمجالستهم والإحتفاء معهم بالمناسبات السعيدة وبمن عاشرهم على حب الله وبمن سعدوا بخدمته والوقوف معه عند الشدائد وبمن ابتهجت قلوبهم فرحاً كلما رأوه في سعادة وهناء
واليوم سأقضي معكم هذه الأوقات الطيبة مع الكلمة الرائعة التي زينت رأس المقال
نعم أيها الأحبة
قد يكون الإنسان في وطنه وبين أعزته ولا يبعده عنهم إلا بضعة أمتار ومع ذاك يشعر بالغربة والسبب يعود إلى انشغال أولئك الأحبة عنه بأمور دنيوية ما أنزل الله بها من سلطان
نعم كم من أبٍ يعيش مع أبنائه تحت سقف واحد ويأكل معهم من طبق واحد ومع ذاك لا ينعمون بوجوده ولا يسعدهم قربه منهم ، فهو يعيش عالماً بعيدأً عن عالمهم ويُفكر في أشياء لا تعنيهم مما يجعلهم كالغرباء القاطنين في جزيرة الواق واق لا يفهمون اللغة التي يتحدث بها القاطن معهم في تلك الجزيزة
وكم من أمٍ تتعامل مع أبنائها بجفاءٍ تفقدهم فيه الشعور بالحنان الذي أودعه الله في قلوب الأمهات ليفقدوها روحاً ويعيشوا معها جسداً خاوياً لا حياة فيه فيشعرون بالغربة متمنين أن لا يكونوا أبناءاً لتلك الأم التي هي أقرب ما يكون إليهم
وكم من أخٍ شقيق في الخِلقة بعيد عن أخيه في المعاملة لا يراه إلا في المناسبات البعيدة وقد لا يلتقي به أبداً لأسباب واهية وأمور تافهة أبعدت القلوب وشحنت الأنفس لتتحول أخوتهما إلى عداء دائم لا ينتهي حتى الممات ، ولو تعمقنا في نفس كل منهما لوجدناهما يعيشان غربة بسبب ذاك الجفاء ، فالأخ هو العضد الذي يتقوى به الإنسان على من يعاديه وإذا بذلك الأخ الذي عليه المُعَول في دفع الضر يكون هو من يجلب الضر إليه
وأيامنا هذه تشهد بغربة فقد الأحبة لا لابتعاد المسافات وغياب الأعيان بل ومما يؤسف إليه لابتعاد القلوب وشحن النفوس على بعضها البعض مما يُصَير من يُعتقد بأَنهم أحبة متعاونين يكونوا أعداءاً متباغضين يدعو كل منهم على الآخر بالبلاء ويتمنى له السوء والفحشاء
فأي غربة أصعب من هذه الغربة
نسأل الله العافية والإستعاذة من كل سوء والتوفيق لكل ما يُرضيه
صــ آل محمد ــداح[b]
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
- فَقْدُ الاْحِبَّةِ غُرْبَةٌ
بالأمس سَرحَت العقول وهامَت الأنفس وحَلقَت الأرواح واتجَهت الأنظار إلى ما تم طرحه من حديث شجي معطر بعطر تراب الوطن الذي يجمع الأحبة على حب الله والسعي فيما فيه رضاه وتطرقتُ فيه إلى تحسر من أُرغم على ترك وطنه لسبب من الأسباب والحرقة التي تكوي قلبه حينما يعيش الذكريات الجميلة والتي كان يلتقي فيها بأحبته من أهلٍ وأقاربٍ وأصدقاءٍ والأماني التي تراوده في اليقظة والمنام بالعودة إلى ذلك الوطن العزيز ليسعد بلم شمله مع من كان لهم الفضل في تربيته وتعليمه ومن استمع بمجالستهم والإحتفاء معهم بالمناسبات السعيدة وبمن عاشرهم على حب الله وبمن سعدوا بخدمته والوقوف معه عند الشدائد وبمن ابتهجت قلوبهم فرحاً كلما رأوه في سعادة وهناء
واليوم سأقضي معكم هذه الأوقات الطيبة مع الكلمة الرائعة التي زينت رأس المقال
نعم أيها الأحبة
قد يكون الإنسان في وطنه وبين أعزته ولا يبعده عنهم إلا بضعة أمتار ومع ذاك يشعر بالغربة والسبب يعود إلى انشغال أولئك الأحبة عنه بأمور دنيوية ما أنزل الله بها من سلطان
نعم كم من أبٍ يعيش مع أبنائه تحت سقف واحد ويأكل معهم من طبق واحد ومع ذاك لا ينعمون بوجوده ولا يسعدهم قربه منهم ، فهو يعيش عالماً بعيدأً عن عالمهم ويُفكر في أشياء لا تعنيهم مما يجعلهم كالغرباء القاطنين في جزيرة الواق واق لا يفهمون اللغة التي يتحدث بها القاطن معهم في تلك الجزيزة
وكم من أمٍ تتعامل مع أبنائها بجفاءٍ تفقدهم فيه الشعور بالحنان الذي أودعه الله في قلوب الأمهات ليفقدوها روحاً ويعيشوا معها جسداً خاوياً لا حياة فيه فيشعرون بالغربة متمنين أن لا يكونوا أبناءاً لتلك الأم التي هي أقرب ما يكون إليهم
وكم من أخٍ شقيق في الخِلقة بعيد عن أخيه في المعاملة لا يراه إلا في المناسبات البعيدة وقد لا يلتقي به أبداً لأسباب واهية وأمور تافهة أبعدت القلوب وشحنت الأنفس لتتحول أخوتهما إلى عداء دائم لا ينتهي حتى الممات ، ولو تعمقنا في نفس كل منهما لوجدناهما يعيشان غربة بسبب ذاك الجفاء ، فالأخ هو العضد الذي يتقوى به الإنسان على من يعاديه وإذا بذلك الأخ الذي عليه المُعَول في دفع الضر يكون هو من يجلب الضر إليه
وأيامنا هذه تشهد بغربة فقد الأحبة لا لابتعاد المسافات وغياب الأعيان بل ومما يؤسف إليه لابتعاد القلوب وشحن النفوس على بعضها البعض مما يُصَير من يُعتقد بأَنهم أحبة متعاونين يكونوا أعداءاً متباغضين يدعو كل منهم على الآخر بالبلاء ويتمنى له السوء والفحشاء
فأي غربة أصعب من هذه الغربة
نسأل الله العافية والإستعاذة من كل سوء والتوفيق لكل ما يُرضيه
صــ آل محمد ــداح[b]